قائد أمن الجزائر يُغتاله صديقه

مشكور خيي

الجزائر - فارس : اغتيل المدير العام للامن الوطني الجزائري علي تونسي الذي كان يتولى هذا المنصب منذ 16 سنة, بيد احد مساعديه حاول بعد ذلك الانتحار, خلال اجتماع في مقر المديرية العامة للامن الوطني.
و أفادت وكالة أنباء فارس أن وزارة الداخلية الجزائرية اعلنت في بيان لها اغتيال علي تونسي الذي وقع في الساعة ,1045 (09,45 ت غ) "في جلسة عمل اطلق خلالها احد اطارات الشرطة الرصاص بسلاحه على مدير الشرطة في حين كان يبدو وكأنه اصيب بنوبة جنون.
و قد ادار الجاني بعد ذلك سلاحه صوب نفسه ليصاب بجروح خطيرة نقل اثرها الى المستشفى, كما جاء في بيان وزارة الداخلية الجزائرية.
و اضاف البيان " انه تم فتح تحقيق قضائي "لتحديد ملابسات هذا الحدث الاليم".
و أوضحت صحيفة الوطن على موقعها الالكتروني أن الضابط الذي اطلق الرصاص استهدف ايضا جميع زملائه الحاضرين في الاجتماع خلال نوبة جنون شديدة.
و لم يؤكد مصدر رسمي هذا الخبر.
و أفادت صحيفة الخبر أن خلافات شفوية تتطور بين القتيل والجاني وهو ايضا عقيد كان مسؤول وحدة عتاد الطيران بجهاز الشرطة وذلك في ظل الأخبار التي تقول ان علي تونسي كان قد اتخذ قرارا اقالة الجاني من منصبه بسبب الاشتباه في تورطه في قضايا فساد.
و ذكرت عدة صحف امس الخميس ان تحقيقا امر به مؤخرا علي تونسي حول عقود اجريت لتزويد الشرطة بقطع غيار مروحيات وعتاد الكتروني افاد بتورط مرتكب عملية الاغتيال في عقود مشبوهة.
و أفادت صحيفة "الشروق" استنادا الى مسؤول بوزارة الداخلية أن الخلفية الحقيقية للحادثة تعود الى حالة الغضب والهستيريا التي انتابت الجاني بعد اطلاعه على ما اوردته الصحافة اليوم حول اتهامه بالفساد, الأمر الذي دفع القاتل للذهاب الى مكتب المدير العام علي تونسي ليطلب مقابلة على انفراد وقد حظي طلبه بالقبول فحدثت مناوشات بينهما انتهت باطلاق المجرم النار على تونسي.
و لم يكشف عن هوية مطلق النار, الا ان الصحف قالت ان اسمه ولتاش شعيب.
و قد عين علي تونسي مديرا للامن الوطني في 1994 في اوج اعمال عنف المجموعات المتطرفة ضد قوات الامن ومنذ ذلك الحين, عمل على تحسين فعالية الشرطة في مكافحة الارهاب لاسيما في المدن.
و نشرت الشرطة قوات كبيرة لضمان امن العاصمة وضواحيها بعد الاعتداءات الانتحارية التي نفذها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بالسيارات المفخخة بالجزائر في نيسان وكانون الاول 2007 فيما اقامت الشرطة حواجز ثابة ومتنقلة على كبرى محاور الطرق ومداخل العاصمة.
و تمكن الامن الوطني تحت قيادة علي تونسي من نشر اربعين الف شرطي نهاية 2009 مقابل 23 الفا خلال 2008.
و لم تشهد العاصمة التي تعد 3,5 مليون نسمة, اعتداء متطرفا منذ اكثر من سنتين.
و كان مدير الامن ينوي زيادة عديد قواته الى 200 الف مع نهاية ,2010 مقابل 140 الفا نهاية ,2007 وتعد الشرطة نحو تسعة الاف عنصر نسائي, اي 7,8% من قواتها. [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]